جريدتي - بعد عشرة سنوات على أول اصداراتها: كراسات " يدوية" للفنان ماهر شريف ..هل تصمد أمام زخم دور النشر؟
بعد عشرة سنوات على أول اصداراتها: كراسات " يدوية" للفنان ماهر شريف ..هل تصمد أمام زخم دور النشر؟ | الثقافة والأدب | الرئيسية
بعد عشرة سنوات على أول اصداراتها: كراسات " يدوية" للفنان ماهر شريف ..هل تصمد أمام زخم دور النشر؟
22/07/2010 15:15:00 رحاب الدين الهواري
حجم الخط:
عادى نقدر نبتسم .. عادى نقبل نتقسم
نسيب وشوشنا بفرشة واحدة تترسم
بكلمة وحشة أو بحلوة نتوصم
نشيل ذنوبنا وعن شرورنا نتعصم
سهل ..ممكن ومش محال .. إنما ومن غير جدال
صعب يرجع اللى عدى فى عمرنا ، واللى منه بيتخصم.
بهذه الكلمات للشاعرة السكندرية " أمانى سعيد محفوظ" من ديوانها "شباك موارب ..قصائد بالعامية" تدخل تجربة "كراسات يدوية " عامها الحادى عشر، كتجربة فريدة لسلسلة تنسخ يدويا وبواسطة ألة التصوير فى نسخ محدودة يكتبها بخط اليد الفنان والمبدع ماهر شريف معتبرا أنها "حالة فرح بالكتاب" ، بدأها لنشر نصوص أصحابه بطريقة مبتكرة تعتمدعلى خبرته فى التشكيل والاخراج الفنى حيث يكتب ماهر النصوص ويخرجها فنيا بشكل يدوي.
عن التجربة يقول ماهر شريف، المشرف الفنى كان الداعى وراء هذه الفكرة اختناق مجال النشر فالكتابات التى تحمل شيئا جديدا كان غالبا مايتم رفضها والنشر الخاص كان أمرا باهظ التكلفة . وقتها كان الكثير من الأصدقاء يأتون إلى لكتابة قصائدهم فقلت لماذا لا نخرج من الاطار الفردى وأصنع عددا من النسخ مكتوبة بخط يدوى ونوزع عددا محدودا من النسخ، وكانت هذه الفكرة الأساسية التى خرجت على أثرها أول كراستين لـــ "شهدان الغرباوى" لاحدى قصائدها الطويلة وكانت بعنوان "شعيرات أسمها الفضيلة" والثانى لــ"شمس الفخاخرى" بعنوان "عراف الضوء" فى 1998 ،وبعد ذلك حدث انقطاع لعدة سنوات فكرت بعدها فى اعادة (يدوية) مرة أخرى ولكن بشكل أكثر احترافا، بمعنى أن تحتفظ بفكرة الكتابة اليدوية ولكن أن يتم اخراج عدد معين من النسخ بدلا من تنفيذ نسخة بعد نسخة حسب الطلب، وكان الجديد فى عودتها أن الجزء الداخلى منسوخ عن طريق التصوير على العدد المطلوب، وبهذا ستطعنا أن نرفع من عدد النسخ، وفى رأيى أن انتشار دور النشر لن يؤثر على يدوية فالمسألة غير مرتبطة بألية النشر بقدر ارتباطها باخراج الكتاب فى حد ذاته. المسألة أشبه بفنان يرسم لوحة فهو بعيد تماما عن حسابات تنفيذ واخراج الصفحات فى طباعة المجلات لأنه يهتم بلوحته فقط .
وعن تجربة "خماسين" المجلة الثقافية المستقلة التى صدر منها ثلاثة أعداد وتوقفت يستكمل ماهر شريف قائلا :
تجربة "خماسين" كانت تهدف إلى خلق مجلة مستقلة فى وقت لم تكن فيه أى مجلات مستقلة..كل المطبوعات كانت تنتمى للدولة عدا تجارب مثل " الكتابة الآخرى" ، و "الجراد" بشكل خاص . وفى الاسكندرية كانت هناك تجربة "الأربعائيون" ... تقريبا كنت هذه هى المجلات الموجودة فى ذلك الوقت، حيث لم تكن هناك أى مجلات تابعة للثقافة الجماهيرية، مجلة مثل "ابداع " كانت فى حالة يرثى لها . وكانت "خماسين" تجربة مختلفة ومغايرة صنعها مجموعة من الشباب منهم محمد عبد الرحيم وحمدى زيدان وخالد حجازى وايهاب عبد الحميد وآخرون، استمرت التجربة من 96 إلى 98، أصدرنا ثلاتة ثم توقفت المجلة لأسباب مالية، كنا نصدرها على نفقتنا الخاصة ولم نستطع الاستمرار. لكن كانت تجربة مختلفة وجديدة لا يستطيع أى متابع للحركة الأدبية فى الاسكندرية خلال السنوات الأخيرة أن يتغافلها. عند توقف "خماسين" بدأت أفكر فى شىء مختلف أيضا ويمكن ان يوفى تطلعاتنا فى نشر انتاجنا .
وتقول الشاعرة أمانى سعيد محفوظ عن تجربة يدوية :
التجربة ليست مثل النشر الموسع محدودة بشكل أساسي لضمان تنفيذها بشكل يدوى .لقد حافظنا على أن تظل التجربة قريبة من فكرة الكتابة اليدوية للحفاظ على خصوصيتها التى تستوعب أن ننشر لصديق لديه أعمال إذا لم يتم نشرها فستكون معرضه للانتهاء، أو أن يحتاج أحد الأصدقاء بشكل معنوى أن يمتلك كتابا . ثانيا، لأن التجربة خاصة وحميمية وتحتفى بالأساس بقيمة الكتابة وليس بجودتها فهذا أمر لاحق . وهذا تقليد أظن أننا حاولنا هنا فى الندوات التى نقيمها فى الاسكندرية أن ندافع عن فكرة أن نكتب، وهكذا استقبلنا أشخاصا كثيرين صغارا ولديهم أفكار يمكن وصفها بالسذاجة . أوكبارا فى السن ولكن كان الهم الأساسىأن تكتب، أما مسألة جودة الكتابة فهذا أمر آخر مرتبط بالجدية أو الاحتراف. فى الوقت ذاته لدينا سلسلة " الكل" وهى تعتنى بمسألة القيمة الفنية للنص ولكن الأمر مختلف بين "يدوية" ، و "الكل"
وعن هذا الفرق يقول مجدى الشيخ المشرف الادارى والمالى للسلسة:
تجربة "الكل" تجربة فى اطار النشر الخاص، ليس من أجل مسألة أن النشر أصبح صعبا ولكن من أجل خلق خصوصية فى النشر ، فنحن نريد أن ننشر بالشكل والأفكار التى تخصنا ونريد تنفيذها بهذا الشكل.
فى كتاب "الكل" رأى البعض شيئا من البذخ أو التكلفة غيرالضرورية ولكن بالنسبة لى هذا ما أرى أنه يشكل خصوصية المسألة، النقطة الثانية أن كتاب الكل يتوجه نحو نشر أعمال لشباب فى اتجاه معين ظلوا لفترة طويلة جدا مستبعدين من النشر لأنهم خارج سياق الكتابة المعتمدة الآن. وبالتالى نحاول فى كتاب الكل ان ندافع عن كتاباتنا التى تمثلنا وبالتالى هناك معيار ما فى "الكل" لما ننشر وليش فقط كيف ننشر.
لكن يدوية مسألة شخصية وحميمية جدا بعيدا عن أحكام القيمة لأنها تقترب أكثر من "فرحة الكتاب".
الجمعة، 23 يوليو 2010
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)