جريدتي - بعد عشرة سنوات على أول اصداراتها: كراسات " يدوية" للفنان ماهر شريف ..هل تصمد أمام زخم دور النشر؟
بعد عشرة سنوات على أول اصداراتها: كراسات " يدوية" للفنان ماهر شريف ..هل تصمد أمام زخم دور النشر؟ | الثقافة والأدب | الرئيسية
بعد عشرة سنوات على أول اصداراتها: كراسات " يدوية" للفنان ماهر شريف ..هل تصمد أمام زخم دور النشر؟
22/07/2010 15:15:00 رحاب الدين الهواري
حجم الخط:
عادى نقدر نبتسم .. عادى نقبل نتقسم
نسيب وشوشنا بفرشة واحدة تترسم
بكلمة وحشة أو بحلوة نتوصم
نشيل ذنوبنا وعن شرورنا نتعصم
سهل ..ممكن ومش محال .. إنما ومن غير جدال
صعب يرجع اللى عدى فى عمرنا ، واللى منه بيتخصم.
بهذه الكلمات للشاعرة السكندرية " أمانى سعيد محفوظ" من ديوانها "شباك موارب ..قصائد بالعامية" تدخل تجربة "كراسات يدوية " عامها الحادى عشر، كتجربة فريدة لسلسلة تنسخ يدويا وبواسطة ألة التصوير فى نسخ محدودة يكتبها بخط اليد الفنان والمبدع ماهر شريف معتبرا أنها "حالة فرح بالكتاب" ، بدأها لنشر نصوص أصحابه بطريقة مبتكرة تعتمدعلى خبرته فى التشكيل والاخراج الفنى حيث يكتب ماهر النصوص ويخرجها فنيا بشكل يدوي.
عن التجربة يقول ماهر شريف، المشرف الفنى كان الداعى وراء هذه الفكرة اختناق مجال النشر فالكتابات التى تحمل شيئا جديدا كان غالبا مايتم رفضها والنشر الخاص كان أمرا باهظ التكلفة . وقتها كان الكثير من الأصدقاء يأتون إلى لكتابة قصائدهم فقلت لماذا لا نخرج من الاطار الفردى وأصنع عددا من النسخ مكتوبة بخط يدوى ونوزع عددا محدودا من النسخ، وكانت هذه الفكرة الأساسية التى خرجت على أثرها أول كراستين لـــ "شهدان الغرباوى" لاحدى قصائدها الطويلة وكانت بعنوان "شعيرات أسمها الفضيلة" والثانى لــ"شمس الفخاخرى" بعنوان "عراف الضوء" فى 1998 ،وبعد ذلك حدث انقطاع لعدة سنوات فكرت بعدها فى اعادة (يدوية) مرة أخرى ولكن بشكل أكثر احترافا، بمعنى أن تحتفظ بفكرة الكتابة اليدوية ولكن أن يتم اخراج عدد معين من النسخ بدلا من تنفيذ نسخة بعد نسخة حسب الطلب، وكان الجديد فى عودتها أن الجزء الداخلى منسوخ عن طريق التصوير على العدد المطلوب، وبهذا ستطعنا أن نرفع من عدد النسخ، وفى رأيى أن انتشار دور النشر لن يؤثر على يدوية فالمسألة غير مرتبطة بألية النشر بقدر ارتباطها باخراج الكتاب فى حد ذاته. المسألة أشبه بفنان يرسم لوحة فهو بعيد تماما عن حسابات تنفيذ واخراج الصفحات فى طباعة المجلات لأنه يهتم بلوحته فقط .
وعن تجربة "خماسين" المجلة الثقافية المستقلة التى صدر منها ثلاثة أعداد وتوقفت يستكمل ماهر شريف قائلا :
تجربة "خماسين" كانت تهدف إلى خلق مجلة مستقلة فى وقت لم تكن فيه أى مجلات مستقلة..كل المطبوعات كانت تنتمى للدولة عدا تجارب مثل " الكتابة الآخرى" ، و "الجراد" بشكل خاص . وفى الاسكندرية كانت هناك تجربة "الأربعائيون" ... تقريبا كنت هذه هى المجلات الموجودة فى ذلك الوقت، حيث لم تكن هناك أى مجلات تابعة للثقافة الجماهيرية، مجلة مثل "ابداع " كانت فى حالة يرثى لها . وكانت "خماسين" تجربة مختلفة ومغايرة صنعها مجموعة من الشباب منهم محمد عبد الرحيم وحمدى زيدان وخالد حجازى وايهاب عبد الحميد وآخرون، استمرت التجربة من 96 إلى 98، أصدرنا ثلاتة ثم توقفت المجلة لأسباب مالية، كنا نصدرها على نفقتنا الخاصة ولم نستطع الاستمرار. لكن كانت تجربة مختلفة وجديدة لا يستطيع أى متابع للحركة الأدبية فى الاسكندرية خلال السنوات الأخيرة أن يتغافلها. عند توقف "خماسين" بدأت أفكر فى شىء مختلف أيضا ويمكن ان يوفى تطلعاتنا فى نشر انتاجنا .
وتقول الشاعرة أمانى سعيد محفوظ عن تجربة يدوية :
التجربة ليست مثل النشر الموسع محدودة بشكل أساسي لضمان تنفيذها بشكل يدوى .لقد حافظنا على أن تظل التجربة قريبة من فكرة الكتابة اليدوية للحفاظ على خصوصيتها التى تستوعب أن ننشر لصديق لديه أعمال إذا لم يتم نشرها فستكون معرضه للانتهاء، أو أن يحتاج أحد الأصدقاء بشكل معنوى أن يمتلك كتابا . ثانيا، لأن التجربة خاصة وحميمية وتحتفى بالأساس بقيمة الكتابة وليس بجودتها فهذا أمر لاحق . وهذا تقليد أظن أننا حاولنا هنا فى الندوات التى نقيمها فى الاسكندرية أن ندافع عن فكرة أن نكتب، وهكذا استقبلنا أشخاصا كثيرين صغارا ولديهم أفكار يمكن وصفها بالسذاجة . أوكبارا فى السن ولكن كان الهم الأساسىأن تكتب، أما مسألة جودة الكتابة فهذا أمر آخر مرتبط بالجدية أو الاحتراف. فى الوقت ذاته لدينا سلسلة " الكل" وهى تعتنى بمسألة القيمة الفنية للنص ولكن الأمر مختلف بين "يدوية" ، و "الكل"
وعن هذا الفرق يقول مجدى الشيخ المشرف الادارى والمالى للسلسة:
تجربة "الكل" تجربة فى اطار النشر الخاص، ليس من أجل مسألة أن النشر أصبح صعبا ولكن من أجل خلق خصوصية فى النشر ، فنحن نريد أن ننشر بالشكل والأفكار التى تخصنا ونريد تنفيذها بهذا الشكل.
فى كتاب "الكل" رأى البعض شيئا من البذخ أو التكلفة غيرالضرورية ولكن بالنسبة لى هذا ما أرى أنه يشكل خصوصية المسألة، النقطة الثانية أن كتاب الكل يتوجه نحو نشر أعمال لشباب فى اتجاه معين ظلوا لفترة طويلة جدا مستبعدين من النشر لأنهم خارج سياق الكتابة المعتمدة الآن. وبالتالى نحاول فى كتاب الكل ان ندافع عن كتاباتنا التى تمثلنا وبالتالى هناك معيار ما فى "الكل" لما ننشر وليش فقط كيف ننشر.
لكن يدوية مسألة شخصية وحميمية جدا بعيدا عن أحكام القيمة لأنها تقترب أكثر من "فرحة الكتاب".
الجمعة، 23 يوليو 2010
الأربعاء، 9 يونيو 2010
مجلة وشوشة تكتب عن يدوية وعن أماني سعيد محفوظ
< وأنا لا أزال طالبا في السنة الثالثة بكلية الطب.. أصدرت أول كتاب يحمل اسمي بعنوان.. مع تحياتي واحترامي.. ولأن الاحوال المالية وقتها لم تكن لتسمح لي بإخراج هذا الكتاب بشكل طبيعي.. وكان من المستحيل في تلك اليام البعيدة العثور علي ناشر يقبل مغامرة طبع كتاب لطالب طب في السنة الثالثة.. فقد خرج كتابي للناس مكتوبا بخط اليد.. تغاضيت عن الشكل في سبيل أن تصل كلمتي للناس.. وبمساعدة الدبلوماسي الكبير الراحل محمد دياب ذهبت للكاتب الكبير أنيس منصور وقدمت له نسخة من الكتاب.. وقرأه كله وأنا جالس أمامه.. ولن أنسي له ذلك أبدا.. وأعجبه وقال لي يومها إنني لن أكون طبيبا.. لكنه كان شديد الاعجاب والاحترام لفكرة كتاب جديد مكتوب بخط اليد.. وقد تذكرت هذه الحكية وأنا أتابع تجربة مدهشة ورائعة وتستحق الحب والحفاوة والاحترام قام بها المهندس مجدي الشيخ والكاتب ماهر شريف.. التجرية اسمها يدوية.. وهي باختصار محاولة لنشر الكتب المكتوبة بخط اليد.. ليس فقط من باب توفير التكاليف وإنما تأكيدا لمعني أنك تقرأ لأكثر من كاتب وكاتبة ما كتبوه بخط يدهم.. فأحيانا تصبح الخطوط جزءا من الروح.. صحيح هي روح وعلاقة بدأت تغيب وتختفي في زمن الكمبيوتر والتليفونات المحمولة.. لكن قطعا ليس هناك ما يمنع من عودتها مرة أخري.. ومنذ يام.. نشرت يدوية الديوان الجديد للشاعرة أماني سعيد محفوظ من الإسكندرية.. ديوان مختلف وصادق ورقيق وحقيقي يضا.. وأتمني ألا تتعب أماني وألا تستسلم وتبقي تجاهد وتصر وتحاول الوصول إلي اكبر عدد ممكن من الناس.. فهي تملك ما تقوله بالفعل ويستحق أن يسمعه كل الناس.. وقد أحببت التوقف عند هذه التجربة بكثير من الحب والاحترام يضا.. فأنا أحب كل هؤلاء الذين يتعبون من أجل إبداعاتهم ولا يثنيهم التعب والإرهاق والضغوط والحواجز عن استمرار محاولاتهم للاختلاف عما هو سائد وطبيعي ومتوقع.
أشرف فتحــي، شعــر «يدوي» بالعاميــة المصريــة
منتدى القصة العربية > منتديات القصة العربية > أخبـار..أخبــار.. أخبار
نجمه عبد المحسن20-07-2007, 11:44 am
أشرف فتحــي، شعــر «يدوي» بالعاميــة المصريــة
اختُرعت آلة الطباعة منذ أكثر من 400 عام، لكنّ هذا لم يمنع الشاعر المصري أشرف فتحي من العودة إلى ما قبل عصر الطباعة ليصدر ديوانه «خبطة شمس»، يدوياً ضمن سلسلة من الإصدارات تتبناها جمعية «إسكندريلا للثقافة والفنون» التي يمزج اسمها بين الإسكندرية وسندريللا، ومجموعة «الكل» الأدبية التي يشرف على نشاطها الشاعر والقاص السكندري النوبي ماهر شريف.
ما معنى الطباعة اليدوية؟ يتم تصوير الكلمات المكتوبة بخطّ اليد باستخدام ماكينة تصوير المستندات العادية. أما الأغلفة فتُصنع من الورق الذي تصنع منه أغلفة كرّاسات المدرسة. وتتيح الطباعة اليدوية شيئاً غير عادي: كل نسخة في الطبعة المحدودة تتمتّع بغلاف مستقل، ومختلف عن النسخ الأخرى، فمن أين يأتون بكل تلك التصميمات للأغلفة؟ الأمر بسيط، يزينونها برسوم الأطفال. في ديوان أشرف الذي صدر قبل أسابيع وهو رقم 4 في سلسلة إصدارات الجمعية، اختيرت تصميمات الأغلفة من رسوم الأطفال ندى علي وعمر هاني ومنة الله إبراهيم. أما رسم «الشمس» فكان نقلاً عن رسم لطفل صغير في كتاب «لغة من دون كلمات» الذي أعدّه الفنان الكبير محيي الدين اللباد.
هذا عن الطبعة والغلاف، لكن ماذا عن الشعر؟ عامية بسيطة، يكاد يرسمها الشاعر: «بنفس راضية ح اسمع غناك/ قصدك توترني النهار ده بالذات/ عايز أسمع كل الزعيق/ اللي جوة منّي».
هذا الرضا لا يلبث أن ينقلب إلى مواجهة تنتهي بنوع خاص من الوداع: «وكسبت الشارع ضدي/ تحكيله عني وعن ملحمتي/ وتغني على أوجاعي/ طب خليك في الشارع/ واوعى ف يوم ترجع لي/ حافي أو وجعان/ ولا جعان/ عايزك دايماً ناطق/ نبض الشارع... الشاعر / يابن النيل والليل والبحر/ يابن النجمة بديل نطاط/ في بارات وقهاوي/ أو ع الكورنيش،/ كسبت الشارع؟/ طب خليك في الشارع، وميت مبروك».
لكنّ الشاعر سرعان ما ينتقل إلى غنائية واضحة، لا يدرك القارئ إن كانت غنائية البدايات التي لم يتخلص منها فتحي، أو أنّها باقية في شعره مع سبق الإصرار: «كل ما نجمة تدوب في الضلمة/ كل الفضا ما ينور غيرها/ مد إيديك علشان تلحقها/ واوعى تخاف/ ضيّ عيونك هو طريقها”. ويتفحص الشاعر نفسه بدقّة: «انت حقيقي. آه والله العظيم تلاتة،/ بس أنا كمان بكدب زيك تمام،/ لما بشوفك بتغني مع الهوا والشمس،/ في السما أو القمر./ عارف ليه؟ وللا بلاش».
في ديوانه الصغير، لم يترك الشاعر مساحةً كبيرةً ليتعرف القارئ إليه أكثر، بدا الديوان أشبه بفقرة في أمسية.
محمد خير
الاخبار اللبنانيه
سمير الفيل20-07-2007, 12:24 pm
(نجمه عبد المحسن @ 20-07-2007, 11:44 am)
.
ما معنى الطباعة اليدوية؟ يتم تصوير الكلمات المكتوبة بخطّ اليد باستخدام ماكينة تصوير المستندات العادية. أما الأغلفة فتُصنع من الورق الذي تصنع منه أغلفة كرّاسات المدرسة. وتتيح الطباعة اليدوية شيئاً غير عادي: كل نسخة في الطبعة المحدودة تتمتّع بغلاف مستقل، ومختلف عن النسخ الأخرى، فمن أين يأتون بكل تلك التصميمات للأغلفة؟ الأمر بسيط، يزينونها برسوم الأطفال. في ديوان أشرف الذي صدر قبل أسابيع وهو رقم 4 في سلسلة إصدارات الجمعية، اختيرت تصميمات الأغلفة من رسوم الأطفال ندى علي وعمر هاني ومنة الله إبراهيم. أما رسم «الشمس» فكان نقلاً عن رسم لطفل صغير في كتاب «لغة من دون كلمات» الذي أعدّه الفنان الكبير محيي الدين اللباد.
.
Invision Power Board © 2001-2010 Invision Power Services, Inc.
منتدى القصة العربية > منتديات القصة العربية > أخبـار..أخبــار.. أخبار
نجمه عبد المحسن20-07-2007, 11:44 am
أشرف فتحــي، شعــر «يدوي» بالعاميــة المصريــة
اختُرعت آلة الطباعة منذ أكثر من 400 عام، لكنّ هذا لم يمنع الشاعر المصري أشرف فتحي من العودة إلى ما قبل عصر الطباعة ليصدر ديوانه «خبطة شمس»، يدوياً ضمن سلسلة من الإصدارات تتبناها جمعية «إسكندريلا للثقافة والفنون» التي يمزج اسمها بين الإسكندرية وسندريللا، ومجموعة «الكل» الأدبية التي يشرف على نشاطها الشاعر والقاص السكندري النوبي ماهر شريف.
ما معنى الطباعة اليدوية؟ يتم تصوير الكلمات المكتوبة بخطّ اليد باستخدام ماكينة تصوير المستندات العادية. أما الأغلفة فتُصنع من الورق الذي تصنع منه أغلفة كرّاسات المدرسة. وتتيح الطباعة اليدوية شيئاً غير عادي: كل نسخة في الطبعة المحدودة تتمتّع بغلاف مستقل، ومختلف عن النسخ الأخرى، فمن أين يأتون بكل تلك التصميمات للأغلفة؟ الأمر بسيط، يزينونها برسوم الأطفال. في ديوان أشرف الذي صدر قبل أسابيع وهو رقم 4 في سلسلة إصدارات الجمعية، اختيرت تصميمات الأغلفة من رسوم الأطفال ندى علي وعمر هاني ومنة الله إبراهيم. أما رسم «الشمس» فكان نقلاً عن رسم لطفل صغير في كتاب «لغة من دون كلمات» الذي أعدّه الفنان الكبير محيي الدين اللباد.
هذا عن الطبعة والغلاف، لكن ماذا عن الشعر؟ عامية بسيطة، يكاد يرسمها الشاعر: «بنفس راضية ح اسمع غناك/ قصدك توترني النهار ده بالذات/ عايز أسمع كل الزعيق/ اللي جوة منّي».
هذا الرضا لا يلبث أن ينقلب إلى مواجهة تنتهي بنوع خاص من الوداع: «وكسبت الشارع ضدي/ تحكيله عني وعن ملحمتي/ وتغني على أوجاعي/ طب خليك في الشارع/ واوعى ف يوم ترجع لي/ حافي أو وجعان/ ولا جعان/ عايزك دايماً ناطق/ نبض الشارع... الشاعر / يابن النيل والليل والبحر/ يابن النجمة بديل نطاط/ في بارات وقهاوي/ أو ع الكورنيش،/ كسبت الشارع؟/ طب خليك في الشارع، وميت مبروك».
لكنّ الشاعر سرعان ما ينتقل إلى غنائية واضحة، لا يدرك القارئ إن كانت غنائية البدايات التي لم يتخلص منها فتحي، أو أنّها باقية في شعره مع سبق الإصرار: «كل ما نجمة تدوب في الضلمة/ كل الفضا ما ينور غيرها/ مد إيديك علشان تلحقها/ واوعى تخاف/ ضيّ عيونك هو طريقها”. ويتفحص الشاعر نفسه بدقّة: «انت حقيقي. آه والله العظيم تلاتة،/ بس أنا كمان بكدب زيك تمام،/ لما بشوفك بتغني مع الهوا والشمس،/ في السما أو القمر./ عارف ليه؟ وللا بلاش».
في ديوانه الصغير، لم يترك الشاعر مساحةً كبيرةً ليتعرف القارئ إليه أكثر، بدا الديوان أشبه بفقرة في أمسية.
محمد خير
الاخبار اللبنانيه
سمير الفيل20-07-2007, 12:24 pm
(نجمه عبد المحسن @ 20-07-2007, 11:44 am)
.
ما معنى الطباعة اليدوية؟ يتم تصوير الكلمات المكتوبة بخطّ اليد باستخدام ماكينة تصوير المستندات العادية. أما الأغلفة فتُصنع من الورق الذي تصنع منه أغلفة كرّاسات المدرسة. وتتيح الطباعة اليدوية شيئاً غير عادي: كل نسخة في الطبعة المحدودة تتمتّع بغلاف مستقل، ومختلف عن النسخ الأخرى، فمن أين يأتون بكل تلك التصميمات للأغلفة؟ الأمر بسيط، يزينونها برسوم الأطفال. في ديوان أشرف الذي صدر قبل أسابيع وهو رقم 4 في سلسلة إصدارات الجمعية، اختيرت تصميمات الأغلفة من رسوم الأطفال ندى علي وعمر هاني ومنة الله إبراهيم. أما رسم «الشمس» فكان نقلاً عن رسم لطفل صغير في كتاب «لغة من دون كلمات» الذي أعدّه الفنان الكبير محيي الدين اللباد.
.
Invision Power Board © 2001-2010 Invision Power Services, Inc.
موقع الوقت يكتب عن يدوية
http://www.alwaqt.com/art.php?aid=125079
العدد 894 السبت 29 رجب 1429 هـ - 2 أغسطس 2008 العدد الجديد الصفحات المصورة الأرشيف بحث
» القائمة الرئيسةمحاولات لرسم شكل بديل: سقوط الناشر.. صعود النساخين!
نائل الطوخي:
النص يصبح لوحة، والكتابة تتحول بالتدريج إلى عملية رسم، هذا ما أكدته تجارب مختلفة شهدتها مدينتا القاهرة والإسكندرية حاولت تلبية هذا الطموح القديم لدي الكاتب: طموح اللعب البصري بالكلمات. وبما أن دور النشر لا تلبي في الغالب التطلعات الأكثر ثورية للأدباء، فإنهم يضطرون للجوء إلى أموالهم القليلة وطباعة تجاربهم على حسابهم. الكاتب الراحل محمد ربيع مثلا، والذي أصر أحيانا على رغبته فى الكتابة من الأسفل لأعلى ومن اليسار لليمين أحيانا، تجاهل سلطة دار النشر ولم يتعامل إلا مع طابعة منزلية وماكينة تصوير ل''نشر كتبه''.
تجربة محمد ربيع ليست فريدة ومحاولات التمرد على الأشكال المطبعية التقليدية قائمة طوال الوقت. فبدءا من عام 98 أصدر الكاتب السكندري ماهر شريف عددين من مطبوعة بعنوان ''يدوية''، العدد الاول كان نصا نثريا بعنوان ''شعيرات اسمها الفضيلة'' لشهدان الغرباوي، والثاني كان مجموعة نصوص ل'' شمس الدخاخني''. النصان كانا مكتوبين بخط يد ماهر، مضافا إليهما رسوما وأشكالا طباعية مبتكرة. توقف ماهر وقتها كثيرا حتى عاد عام 2005 بالعدد الثالث من ''يدوية'' وهو مجموعته القصصية ''ألف حكاية وحكاية''، وتلتها ''خبطة شمس'' لأشرف فتحي ثم ''رغاوي البيرة الساقعة'' لأمينة عبد الله، وكلها مكتوبة بخط يد ماهر، بالإضافة إلى رسومه التي ترافق أحيانا أوائل الفصول. ويعد ماهر الآن لعددين جديدين هما ديوان عامية بعنوان ''حاجات مش حزينة أوي'' لصفاء عبد العال، وقصص ''حكايات أولاد المالح'' لأحمد مصيلحي، كما يضع في خطة نشره للفترة القادمة نصا نثريا طويل لنورا أمين بعنوان ''النص''، وقصص بالعامية بعنوان ''حيطة وردي'' لإيمان عبد الحميد.
يصدر من كل كتاب حوالي خمسة وخمسين نسخة. لو ارتفع عدد النسخ فسوف تقل التكلفة المادية ولكنها ستكلف مزيدا من التعب: ''أنا أرسم غلاف كل نسخة بنفسي، لا أطبعها. وأضيف رسومات وألونها بنفسي في كل نسخة.'' أما بالنسبة لتكلفة الكتاب فهي تتراوح بين مئتي و مئتي وخمسين جنيها. وأحيانا ما يشترك ماهر وصاحب العمل في تحمل التكلفة سويا، فالنسخة الواحدة تباع بثلاثة جنيهات، وبالتالي فهي لا تغطي تكاليفها.. لا ننسى أن الحديث هو عن خمسين نسخة فحسب من كل كتاب.
ما الاختلاف بين الفكرة كما بدأت في 98 والآن؟ يجيب ماهر: ''كان الوضع وقتها مختلفا، كانت فكرة النشر مبهرة، بالنظر إلى تعقيدات عملية النشر. الآن لم يعد المهم في الموضوع هو موضوع النشروإنما الفكرة أضحت نفسية وشخصية. إصدار كتاب مكتوب بخط اليد وبنسخ محدودة، مثل فكرة نسخ الكتب القديمة، وأن كل كتاب يحمل بعضا من شخصية المصمم.'' والاختلاف في آداء ماهر نفسه: ''الآن عندما أشاهد تصميماتي القديمة أضحك. كانت خطوطي فيها طفولية للغاية''. واختلاف آخر: في العددين الأولين كان ماهر يقوم بنفسه بنسخ نسخ العدد كلها، وكانت وقتها عشرين نسخة من كل عدد، أما الآن فهو يعتمد على آلة التصوير، باستثناء الغلاف الذي يرسمه بنفسه في كل نسخة.''
تجربة شبيهة بتلك قام بها الشاعر رفعت سلام في ديوانه ''حجر يطفو على الماء'' الصادر مؤخرا عن دار ''الدار''، إذ قام هو نفسه برسم لوحاته التي كانت مجاورة للقصائد، وأكثر من هذا، فقد قام بكتابة الشعر في هوامش الكتاب، الذي أخذ قطعا غير تقليدي، وصنع أشكالا غريبة داخل الصفحة الواحدة حيث تتحرك كل قصيدة من القصائد في اتجاهات مختلفة، وللتمييز بين الأصوات التي تتحدث في ديوانه قام باستخدام بنط مختلف لكل صوت. عن الهدف من هذا التنوع البصري يقول: '' في بداياتي كنت أكتب أصواتا شعرية مختلفة، ولكن كل صوت كان يتحدث بالتناوب بعدما ينتهي حديث الصوت السابق له، في هذا الديوان قررت صنع تعدد صوتي، حيث كل الأصوات تتحدث في نفس الوقت، وهو ما يجعل الصفحة مليئة بأشكال مختلفة من الشعر في نفس اللحظة. يشاهد القارئ الفقرات المختلفة في كل صفحة ولا يعرف أيها عليه قراءتها في البداية، ولكن هذا بالضبط هو ما يحدث للشخص عندما يسمع أصواتا متعددة تتحدث في نفس اللحظة. إنه ببساطة يتابع الصوت الذي يجذب انتباهه أكثر. حاولت أن أقدم شيئا شبيها بهذا هنا أيضا.''
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الشاعر محمد رجب يصدر من الإسكندرية كراسات صغيرة تحوي نصوصا أدبية بعنوان ''بعلم الوصول''، يضعها في أظرف بنية اللون ويرسلها بريديا إلى القراء الذين دفعوا له اشتراكا قيمته أربعين جنيها سنويا، ويحصلون بمقتضاه على إثني عشر كراسة من كراسات ''بعلم الوصول''، بالإضافة إلى بوست كارد يحوي صورة فوتوغرافية يتم توزيعه مع النص. وأحيانا ما تضيع النسخ في الطريق إثناء إرسالها بريديا. والحل بسيط في هذه الحالة: يقوم رجب بإعادة الإرسال ثانية.. فالنسخ الفائضة عنده كثيرة.
فكرة ''بعلم الوصول'' بدأت في نهاية العام الماضي، ومنذ ذلك الحين صدرت ثلاث كراسات أولها قصائد بعنوان ''مشاهد عادية'' لمحمد رجب، وثانيها مسرحية قصيرة بعنوان ''نقطة، مسافة، علامة استفهام'' لعز الدين درويش والثالثة هي قصائد بعنوان ''ستائر بيضاء'' لسلمى البنا''. يقول محمد رجب: ''طبعنا العددين الأولين وبدأنا على إثرهما في تكوين شبكة من المعارف والأصدقاء. ولكن الغريب أن المهتمين لم يكونوا هم من توقعناهم، من الأدباء والمسرحيين والتشكيليين، وإنما موظفو بنوك ومحاسبون من الإسكندرية والقاهرة.'' جمع رجب حتى الآن مئة اشتراك، وهو عدد ليس كثيرا في مقابل ألف نسخة يطبعها، وبالتالي يضطر للدفع من جيبه. وهو ما يدفعه للبحث عن رعاة، لذلك مثلا قام بتصميم مساحة فارغة على غلاف الكتاب الثالث ''ستائر بيضاء''، وذلك لكي يلفت نظر الراعي إلى إمكانية وضع شعاره الخاص به هنا. اعتماد رجب الأساسي حتى الآن في تمويل مشروعه هو على الاشتراكات: ''أرفض أن أبيع نسخ من المشروع لمن أقابلهم، فأنا لست تاجرا، وفي المقابل فإن كل من أقابله يتوقع أن أهديه نسخة من المشروع.'' كما اتفق مع مقهى ''بوينوس'' بالإسكندرية على عرض نسخ من مجموعته هناك. ويأمل في أن يكون هذا طريقا للوصول إلى الرعاة!
الشاعر سمير عبد الباقي صاحب تجربة مهمة في هذا الصدد، هي مطبوعة ''شمروخ الأراجوز''، والتي بدأ في طباعتها منذ خمس سنوات وأصدر العدد الثالث والخمسين منها مؤخرا. وهي تحوي قصائد ورسوم كلها لسمير نفسه ويتم توزيعها على القراء والأصدقاء والمعارف، سواء بشكل مباشر أو من خلال البريد.
الفكرة ليست مفاجئة بالنسبة لعبد الباقي، فلقد طبع من قبل ديوان ''رسائل إلى ليلى العامرية'' على ورق لحمة، كما يقول، كما كتب مجلة حائط عن اغتيال كمال جنبلاط وطبع من ''دفاتر العامية لمصرية'' 11 دفترا على حسابه الشخصي. هذا هو السبيل في نظره لتجاوز مشكلة النشر. يقول: ''لن أنتظر عطف الصحفي ولن أنافق رؤساء التحرير حتى ينشروا لي شيئا.''
عرض عليه الكثير مشاركته في إعداد وإصدار مطبوعة ''شمروخ الأراجوز'' ولكنه رفض. اعتبرها صوتا ذاتيا للتعبير عن نفسه. ولكنه لفترة أنشأ فيها بابا بعنوان ''المضيفة'' نشر فيه للشعراء الذين كانوا يرسلون له قصائدهم لنشرها، ولكنه لم يكن ينشر إلا القصائد المتوافقة مع خط المجلة، الذي يتسم بالسخرية من الفساد والطغيان المستشري في البلد: ''اسم المجلة نابع من كون الأراجوز دائما كان يستعمل عصا للهجوم على الأوضاع التي لا تعجبه، أما في زمننا هذا فالأراجوز لن يحتاج أقل من شمروخ حتى يضرب الفاسدين واللصوص.''
ليس لدى عبد الباقي الإمكانيات المادية لتحويل مطبوعته إلى مجلة ثابتة، هو يصرف على المجلة من إسهامات القراء: ''سعر النسخة المسجل عليها الآن هو جنيه، وكانت المطبوعة قد بدأت وسعر النسخة ربع جنيه''، ولكن الدفع غالبا ما يتم بشكل تطوعي: ''هناك الكثيرون ممن يتعهدون لي بإصدار عدد كامل على نفقتهم الخاصة ولكنني أرفض في الغالب.'' هو يريدها صوتا ذاتيا له ويصر على هذا، لهذا فإن رده التلقائي عندما سئل عن رؤيته لمصير ''شمروخ الأراجوز'' فيما بعد، كان رده الموجز هو: ''ستتوقف عندما أموت''.
اض
العدد 894 السبت 29 رجب 1429 هـ - 2 أغسطس 2008 العدد الجديد الصفحات المصورة الأرشيف بحث
» القائمة الرئيسةمحاولات لرسم شكل بديل: سقوط الناشر.. صعود النساخين!
نائل الطوخي:
النص يصبح لوحة، والكتابة تتحول بالتدريج إلى عملية رسم، هذا ما أكدته تجارب مختلفة شهدتها مدينتا القاهرة والإسكندرية حاولت تلبية هذا الطموح القديم لدي الكاتب: طموح اللعب البصري بالكلمات. وبما أن دور النشر لا تلبي في الغالب التطلعات الأكثر ثورية للأدباء، فإنهم يضطرون للجوء إلى أموالهم القليلة وطباعة تجاربهم على حسابهم. الكاتب الراحل محمد ربيع مثلا، والذي أصر أحيانا على رغبته فى الكتابة من الأسفل لأعلى ومن اليسار لليمين أحيانا، تجاهل سلطة دار النشر ولم يتعامل إلا مع طابعة منزلية وماكينة تصوير ل''نشر كتبه''.
تجربة محمد ربيع ليست فريدة ومحاولات التمرد على الأشكال المطبعية التقليدية قائمة طوال الوقت. فبدءا من عام 98 أصدر الكاتب السكندري ماهر شريف عددين من مطبوعة بعنوان ''يدوية''، العدد الاول كان نصا نثريا بعنوان ''شعيرات اسمها الفضيلة'' لشهدان الغرباوي، والثاني كان مجموعة نصوص ل'' شمس الدخاخني''. النصان كانا مكتوبين بخط يد ماهر، مضافا إليهما رسوما وأشكالا طباعية مبتكرة. توقف ماهر وقتها كثيرا حتى عاد عام 2005 بالعدد الثالث من ''يدوية'' وهو مجموعته القصصية ''ألف حكاية وحكاية''، وتلتها ''خبطة شمس'' لأشرف فتحي ثم ''رغاوي البيرة الساقعة'' لأمينة عبد الله، وكلها مكتوبة بخط يد ماهر، بالإضافة إلى رسومه التي ترافق أحيانا أوائل الفصول. ويعد ماهر الآن لعددين جديدين هما ديوان عامية بعنوان ''حاجات مش حزينة أوي'' لصفاء عبد العال، وقصص ''حكايات أولاد المالح'' لأحمد مصيلحي، كما يضع في خطة نشره للفترة القادمة نصا نثريا طويل لنورا أمين بعنوان ''النص''، وقصص بالعامية بعنوان ''حيطة وردي'' لإيمان عبد الحميد.
يصدر من كل كتاب حوالي خمسة وخمسين نسخة. لو ارتفع عدد النسخ فسوف تقل التكلفة المادية ولكنها ستكلف مزيدا من التعب: ''أنا أرسم غلاف كل نسخة بنفسي، لا أطبعها. وأضيف رسومات وألونها بنفسي في كل نسخة.'' أما بالنسبة لتكلفة الكتاب فهي تتراوح بين مئتي و مئتي وخمسين جنيها. وأحيانا ما يشترك ماهر وصاحب العمل في تحمل التكلفة سويا، فالنسخة الواحدة تباع بثلاثة جنيهات، وبالتالي فهي لا تغطي تكاليفها.. لا ننسى أن الحديث هو عن خمسين نسخة فحسب من كل كتاب.
ما الاختلاف بين الفكرة كما بدأت في 98 والآن؟ يجيب ماهر: ''كان الوضع وقتها مختلفا، كانت فكرة النشر مبهرة، بالنظر إلى تعقيدات عملية النشر. الآن لم يعد المهم في الموضوع هو موضوع النشروإنما الفكرة أضحت نفسية وشخصية. إصدار كتاب مكتوب بخط اليد وبنسخ محدودة، مثل فكرة نسخ الكتب القديمة، وأن كل كتاب يحمل بعضا من شخصية المصمم.'' والاختلاف في آداء ماهر نفسه: ''الآن عندما أشاهد تصميماتي القديمة أضحك. كانت خطوطي فيها طفولية للغاية''. واختلاف آخر: في العددين الأولين كان ماهر يقوم بنفسه بنسخ نسخ العدد كلها، وكانت وقتها عشرين نسخة من كل عدد، أما الآن فهو يعتمد على آلة التصوير، باستثناء الغلاف الذي يرسمه بنفسه في كل نسخة.''
تجربة شبيهة بتلك قام بها الشاعر رفعت سلام في ديوانه ''حجر يطفو على الماء'' الصادر مؤخرا عن دار ''الدار''، إذ قام هو نفسه برسم لوحاته التي كانت مجاورة للقصائد، وأكثر من هذا، فقد قام بكتابة الشعر في هوامش الكتاب، الذي أخذ قطعا غير تقليدي، وصنع أشكالا غريبة داخل الصفحة الواحدة حيث تتحرك كل قصيدة من القصائد في اتجاهات مختلفة، وللتمييز بين الأصوات التي تتحدث في ديوانه قام باستخدام بنط مختلف لكل صوت. عن الهدف من هذا التنوع البصري يقول: '' في بداياتي كنت أكتب أصواتا شعرية مختلفة، ولكن كل صوت كان يتحدث بالتناوب بعدما ينتهي حديث الصوت السابق له، في هذا الديوان قررت صنع تعدد صوتي، حيث كل الأصوات تتحدث في نفس الوقت، وهو ما يجعل الصفحة مليئة بأشكال مختلفة من الشعر في نفس اللحظة. يشاهد القارئ الفقرات المختلفة في كل صفحة ولا يعرف أيها عليه قراءتها في البداية، ولكن هذا بالضبط هو ما يحدث للشخص عندما يسمع أصواتا متعددة تتحدث في نفس اللحظة. إنه ببساطة يتابع الصوت الذي يجذب انتباهه أكثر. حاولت أن أقدم شيئا شبيها بهذا هنا أيضا.''
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الشاعر محمد رجب يصدر من الإسكندرية كراسات صغيرة تحوي نصوصا أدبية بعنوان ''بعلم الوصول''، يضعها في أظرف بنية اللون ويرسلها بريديا إلى القراء الذين دفعوا له اشتراكا قيمته أربعين جنيها سنويا، ويحصلون بمقتضاه على إثني عشر كراسة من كراسات ''بعلم الوصول''، بالإضافة إلى بوست كارد يحوي صورة فوتوغرافية يتم توزيعه مع النص. وأحيانا ما تضيع النسخ في الطريق إثناء إرسالها بريديا. والحل بسيط في هذه الحالة: يقوم رجب بإعادة الإرسال ثانية.. فالنسخ الفائضة عنده كثيرة.
فكرة ''بعلم الوصول'' بدأت في نهاية العام الماضي، ومنذ ذلك الحين صدرت ثلاث كراسات أولها قصائد بعنوان ''مشاهد عادية'' لمحمد رجب، وثانيها مسرحية قصيرة بعنوان ''نقطة، مسافة، علامة استفهام'' لعز الدين درويش والثالثة هي قصائد بعنوان ''ستائر بيضاء'' لسلمى البنا''. يقول محمد رجب: ''طبعنا العددين الأولين وبدأنا على إثرهما في تكوين شبكة من المعارف والأصدقاء. ولكن الغريب أن المهتمين لم يكونوا هم من توقعناهم، من الأدباء والمسرحيين والتشكيليين، وإنما موظفو بنوك ومحاسبون من الإسكندرية والقاهرة.'' جمع رجب حتى الآن مئة اشتراك، وهو عدد ليس كثيرا في مقابل ألف نسخة يطبعها، وبالتالي يضطر للدفع من جيبه. وهو ما يدفعه للبحث عن رعاة، لذلك مثلا قام بتصميم مساحة فارغة على غلاف الكتاب الثالث ''ستائر بيضاء''، وذلك لكي يلفت نظر الراعي إلى إمكانية وضع شعاره الخاص به هنا. اعتماد رجب الأساسي حتى الآن في تمويل مشروعه هو على الاشتراكات: ''أرفض أن أبيع نسخ من المشروع لمن أقابلهم، فأنا لست تاجرا، وفي المقابل فإن كل من أقابله يتوقع أن أهديه نسخة من المشروع.'' كما اتفق مع مقهى ''بوينوس'' بالإسكندرية على عرض نسخ من مجموعته هناك. ويأمل في أن يكون هذا طريقا للوصول إلى الرعاة!
الشاعر سمير عبد الباقي صاحب تجربة مهمة في هذا الصدد، هي مطبوعة ''شمروخ الأراجوز''، والتي بدأ في طباعتها منذ خمس سنوات وأصدر العدد الثالث والخمسين منها مؤخرا. وهي تحوي قصائد ورسوم كلها لسمير نفسه ويتم توزيعها على القراء والأصدقاء والمعارف، سواء بشكل مباشر أو من خلال البريد.
الفكرة ليست مفاجئة بالنسبة لعبد الباقي، فلقد طبع من قبل ديوان ''رسائل إلى ليلى العامرية'' على ورق لحمة، كما يقول، كما كتب مجلة حائط عن اغتيال كمال جنبلاط وطبع من ''دفاتر العامية لمصرية'' 11 دفترا على حسابه الشخصي. هذا هو السبيل في نظره لتجاوز مشكلة النشر. يقول: ''لن أنتظر عطف الصحفي ولن أنافق رؤساء التحرير حتى ينشروا لي شيئا.''
عرض عليه الكثير مشاركته في إعداد وإصدار مطبوعة ''شمروخ الأراجوز'' ولكنه رفض. اعتبرها صوتا ذاتيا للتعبير عن نفسه. ولكنه لفترة أنشأ فيها بابا بعنوان ''المضيفة'' نشر فيه للشعراء الذين كانوا يرسلون له قصائدهم لنشرها، ولكنه لم يكن ينشر إلا القصائد المتوافقة مع خط المجلة، الذي يتسم بالسخرية من الفساد والطغيان المستشري في البلد: ''اسم المجلة نابع من كون الأراجوز دائما كان يستعمل عصا للهجوم على الأوضاع التي لا تعجبه، أما في زمننا هذا فالأراجوز لن يحتاج أقل من شمروخ حتى يضرب الفاسدين واللصوص.''
ليس لدى عبد الباقي الإمكانيات المادية لتحويل مطبوعته إلى مجلة ثابتة، هو يصرف على المجلة من إسهامات القراء: ''سعر النسخة المسجل عليها الآن هو جنيه، وكانت المطبوعة قد بدأت وسعر النسخة ربع جنيه''، ولكن الدفع غالبا ما يتم بشكل تطوعي: ''هناك الكثيرون ممن يتعهدون لي بإصدار عدد كامل على نفقتهم الخاصة ولكنني أرفض في الغالب.'' هو يريدها صوتا ذاتيا له ويصر على هذا، لهذا فإن رده التلقائي عندما سئل عن رؤيته لمصير ''شمروخ الأراجوز'' فيما بعد، كان رده الموجز هو: ''ستتوقف عندما أموت''.
اض
يدوية - ماهر شريف: مبادرة يدوية - علي المصري اليوم
يدوية - ماهر شريف: مبادرة يدوية - علي المصري اليوم
http://www.almasryalyoum.com/ar/node/47645
http://www.almasryalyoum.com/ar/node/47645
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)