الأربعاء، 9 يونيو 2010

مجلة وشوشة تكتب عن يدوية وعن أماني سعيد محفوظ

< وأنا لا أزال طالبا في السنة الثالثة بكلية الطب.. أصدرت أول كتاب يحمل اسمي بعنوان.. مع تحياتي واحترامي.. ولأن الاحوال المالية وقتها لم تكن لتسمح لي بإخراج هذا الكتاب بشكل طبيعي.. وكان من المستحيل في تلك اليام البعيدة العثور علي ناشر يقبل مغامرة طبع كتاب لطالب طب في السنة الثالثة.. فقد خرج كتابي للناس مكتوبا بخط اليد.. تغاضيت عن الشكل في سبيل أن تصل كلمتي للناس.. وبمساعدة الدبلوماسي الكبير الراحل محمد دياب ذهبت للكاتب الكبير أنيس منصور وقدمت له نسخة من الكتاب.. وقرأه كله وأنا جالس أمامه.. ولن أنسي له ذلك أبدا.. وأعجبه وقال لي يومها إنني لن أكون طبيبا.. لكنه كان شديد الاعجاب والاحترام لفكرة كتاب جديد مكتوب بخط اليد.. وقد تذكرت هذه الحكية وأنا أتابع تجربة مدهشة ورائعة وتستحق الحب والحفاوة والاحترام قام بها المهندس مجدي الشيخ والكاتب ماهر شريف.. التجرية اسمها يدوية.. وهي باختصار محاولة لنشر الكتب المكتوبة بخط اليد.. ليس فقط من باب توفير التكاليف وإنما تأكيدا لمعني أنك تقرأ لأكثر من كاتب وكاتبة ما كتبوه بخط يدهم.. فأحيانا تصبح الخطوط جزءا من الروح.. صحيح هي روح وعلاقة بدأت تغيب وتختفي في زمن الكمبيوتر والتليفونات المحمولة.. لكن قطعا ليس هناك ما يمنع من عودتها مرة أخري.. ومنذ يام.. نشرت يدوية الديوان الجديد للشاعرة أماني سعيد محفوظ من الإسكندرية.. ديوان مختلف وصادق ورقيق وحقيقي يضا.. وأتمني ألا تتعب أماني وألا تستسلم وتبقي تجاهد وتصر وتحاول الوصول إلي اكبر عدد ممكن من الناس.. فهي تملك ما تقوله بالفعل ويستحق أن يسمعه كل الناس.. وقد أحببت التوقف عند هذه التجربة بكثير من الحب والاحترام يضا.. فأنا أحب كل هؤلاء الذين يتعبون من أجل إبداعاتهم ولا يثنيهم التعب والإرهاق والضغوط والحواجز عن استمرار محاولاتهم للاختلاف عما هو سائد وطبيعي ومتوقع.

ليست هناك تعليقات: