الخميس، 6 مايو 2010

محمد خير يحاور أشرف فتحي


أشرف فتحــي، شعــر «يدوي» بالعاميــة المصريــة


اختُرعت آلة الطباعة منذ أكثر من 400 عام، لكنّ هذا لم يمنع الشاعر المصري أشرف فتحي من العودة إلى ما قبل عصر الطباعة ليصدر ديوانه «خبطة شمس»، يدوياً ضمن سلسلة من الإصدارات تتبناها جمعية «إسكندريلا للثقافة والفنون» التي يمزج اسمها بين الإسكندرية وسندريللا، ومجموعة «الكل» الأدبية التي يشرف على نشاطها الشاعر والقاص السكندري النوبي ماهر شريف.
ما معنى الطباعة اليدوية؟ يتم تصوير الكلمات المكتوبة بخطّ اليد باستخدام ماكينة تصوير المستندات العادية. أما الأغلفة فتُصنع من الورق الذي تصنع منه أغلفة كرّاسات المدرسة. وتتيح الطباعة اليدوية شيئاً غير عادي: كل نسخة في الطبعة المحدودة تتمتّع بغلاف مستقل، ومختلف عن النسخ الأخرى، فمن أين يأتون بكل تلك التصميمات للأغلفة؟ الأمر بسيط، يزينونها برسوم الأطفال. في ديوان أشرف الذي صدر قبل أسابيع وهو رقم 4 في سلسلة إصدارات الجمعية، اختيرت تصميمات الأغلفة من رسوم الأطفال ندى علي وعمر هاني ومنة الله إبراهيم. أما رسم «الشمس» فكان نقلاً عن رسم لطفل صغير في كتاب «لغة من دون كلمات» الذي أعدّه الفنان الكبير محيي الدين اللباد.
هذا عن الطبعة والغلاف، لكن ماذا عن الشعر؟ عامية بسيطة، يكاد يرسمها الشاعر: «بنفس راضية ح اسمع غناك/ قصدك توترني النهار ده بالذات/ عايز أسمع كل الزعيق/ اللي جوة منّي».
هذا الرضا لا يلبث أن ينقلب إلى مواجهة تنتهي بنوع خاص من الوداع: «وكسبت الشارع ضدي/ تحكيله عني وعن ملحمتي/ وتغني على أوجاعي/ طب خليك في الشارع/ واوعى ف يوم ترجع لي/ حافي أو وجعان/ ولا جعان/ عايزك دايماً ناطق/ نبض الشارع... الشاعر / يابن النيل والليل والبحر/ يابن النجمة بديل نطاط/ في بارات وقهاوي/ أو ع الكورنيش،/ كسبت الشارع؟/ طب خليك في الشارع، وميت مبروك».
لكنّ الشاعر سرعان ما ينتقل إلى غنائية واضحة، لا يدرك القارئ إن كانت غنائية البدايات التي لم يتخلص منها فتحي، أو أنّها باقية في شعره مع سبق الإصرار: «كل ما نجمة تدوب في الضلمة/ كل الفضا ما ينور غيرها/ مد إيديك علشان تلحقها/ واوعى تخاف/ ضيّ عيونك هو طريقها”. ويتفحص الشاعر نفسه بدقّة: «انت حقيقي. آه والله العظيم تلاتة،/ بس أنا كمان بكدب زيك تمام،/ لما بشوفك بتغني مع الهوا والشمس،/ في السما أو القمر./ عارف ليه؟ وللا بلاش».
في ديوانه الصغير، لم يترك الشاعر مساحةً كبيرةً ليتعرف القارئ إليه أكثر، بدا الديوان أشبه بفقرة في أمسية.



عدد الجمعة ٢٠ تموز ٢٠٠٧ |

ليست هناك تعليقات: